الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

أمثال وأقوال متعلقة بالعرف العشائري ودواعي التعامل به ودوره في إقامة العدل وتوفير الأمن

1 .السالمه مكسب.
2 .المسامح كريم. أهل السماح مالح.
3 .ال ُصلح سيد األحكام.
ْرلُو َربُه.
ذنبه َغفَ
َر ْف ب َ
َم ْن اعتَ
.4
5َ .جِر ْح في الكف.
6 .يَ ْد زلت في أختها.
ُختها.
7 .اليَ ْد ما بتقطع أ
8 .إعمل معروف وا ْرم في البحر.
9 .الحق واحد وطالبُه اثنين. صاحب الحق سلطان.
10.الحق على قدر طالبه.
11.الحق ما بيرضي اثنين.
12.إعرف حقك وعيفُه.
13.المعروف صيد.
14.المال معوض.
15.في المال وال في العيال.
قعد أعوج وتكلم ِعِد ْل.
ُ
16.أ
17.العفو عند المقدره.
18.ما في ِطيب إال بعد َطبيب.
ْف وال َم ْن حلف.
19.ما ِك ِس ْب َم ْن َحلَ
19
لقاهم أحسن من اقراهم، القيني وال تعشيني.
20ِ .مْ
21.إذا كان صاحبك ط ّماع ا ْجعَل حالَك قليل حساب.
ِجر أكل مال التاجر.
ا
22.الفَ
َسلّح باللّيالي عريان.
23.المتْ
24.قالوا للحرامي احلف قال: قُرب فَرج هللا.
ه فاته كلّه.
ُّ
25ِ .م ْن َطلبُه كل
26.اللّي بت ْز َر ُعه بت ُحصده.
27.ال َدم عليه ورود. وال َعْيب عليه ُشهود.
28 .الن َس ْب َح َس ْب ِعْند الغانمين كنوز.
29 .الحديد كرامته ثمنه.
ْع من اللحم.
30 .اال ُظفر ما ب ْطلَ
قه.
ِعلم ال ِسر َ
31 .المال ال َسايب ب
32 .العاقِل طبيب نفسه، والجاهل َعدو نَ ْفسه.
تَلَ ْك. ومن قاضاك عاداك.
33 .من حلّفك قَ
34 .الخطأ ال يُعالج بالخطأ، الخطأ يُعالج بالصواب.
ِ َو ِسع باب داره.
35 .اللي بصير ج ّمال ب
36 .اللّي بلعب بالنار بتحرق أصابعه.
37 .اللي ما لو أول ما لو تالي.
ِين.
ِ ِصير خا
38 .األمين ما ب
39 .الطمع في األجاويد.
ُطل ْب َعوض ْك من هللا.
40 .أ
20
41 .كل جيل حمايته )ِمن ّو… في(. )ِم ْنهُ… فِيِ ِه(
42 .الطارد أخو المطرود.
عه.
43 .اطلب اللي يمكن أن تَ ْدفَ
44 .الزايد في الشيء مثل الناقص فيه.
َط ّهر جثه.
ِ
45 .اللّسان ما ب
ِهم جارك.
ْش دارك قبل ما تِتْ
تّ
46 .فَ
ِبنام.
ْطنُه ِع ْظام ما
47 .اللي في بَ
ِ ْر ابنك خاويه.
48 .إذا ِكب
49 .الدم ما بصير ميه.
ِ ْيجي ِم ْنو الريح ِسّدو واستريح.
50 .الباب اللي ب
51 .كل شيء دين حتى دموع العينين.
52 .البادي بالخير أكرم والبادي بالشر أظلم.
53 .المال يُفرقه الجاهل ويل ّمه العاقل.
54 .ال عليل ابرينا وال صاحب خلّينا.
55ُ .كف الطمع وارتاح ُكثر الطمع فظاح.
56 .اذا كان صاحبك عسل ال تلحسو كله .
57 .بُ ْعَد ْك عن اللّي ما ْيري َدك َجلي َه ْم و َصْب َر ْك على زالّت الرفيق ِعباده.
58ِ .م ْن ِمئة زلّه وزلّه ما يوا ِخذ الفتى صاحبه من عد زالت الرفيق جفاه.
ِعَاِت ْب الفتى صاحبُه ُخ ْوف إنّو يتعود على الزالّت.
59ِ .م ْن زلّه وربع زلّه ب
60 .الحساب بالدرهم والكرم بالقنطار.
ِ ْعرف الصقر ِب ْشويه.
61 .اللّي ما ب
21
62 .إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه.
63 .أصابعك في إيدك ِمش واحد.
64 .الشر شراره.
ِتْحب.
ِر ِج ْل بتدب ِم ْطرح ما ب
65 .ال
ِشيط )تنحرق(.
ِتْ
66 .الطبخه إن كثر طباخينها ب
67 .اللّي أوله شرط آخره نور.
68 .اللّي بالعب القط بُ ْصبٌر على خمشه.
69 .ما بجوز على الميت إال الرحمه.
ْط على ذنب الحيّه بتعظه.
70 .اللّي ب ْخبُ
71 .مثل ما تراني يا جميل براك.
ِ ْعرف َخال ُصه.
72 .اللي عقله في راسه ب
73 .انفع الناس بما ال يضرك.
ِتْف ْصلُه بتلبسه.
74 .الثوب اللي ب
75 .بات على غيظ )زعل( وال تبات على ندم.
ُره.
ُرك الذْيب وبتبَع أثْ
ِتْ
76 .ب
ِتْبات نار وبتصبح رماد.
77 .ب
78 .حبل الكذب قصير.
79َ .خِلّي ال َش ْختُوره مستوره. َخلّي الطابق مستور.
80 .داوي َج ْر َح ْك َمِلي ْح ال بيدمي وال بقيح.
ِيجيك.
81 .خير ال تِعمل شر ما ب
82 .خيرها في غيرها. الخير في الجايات.
22
83 .يدبرها الفهيم بطيب رايه ويِطلع من عواقبها سليم.
84 .ضربني وبكى و َسبقني واشتكى.
85ُ .غلب بستيره وال ربح بفظيحه.
86 .كل متعدي خسران.
87 .جاجة حفرت على راسها نثرت.
ْد العَ َش ْم.
88 .ال َّز َع ْل على قَ
89َ .جا َر ْك القريب وال أخوك البعيد.
ّجي الصدق أنجى.
ِنَ
90 .إذا كان الِكِذ ْب ب
91 .كبير القوم خادمهم.
92 .ال ُحرمه ِوداعة الخيّر. ال ُحرمه خيرها لزوجها وعيبها وشرها على
أهلها.
93 .ح ْس المرقه بشوارب غيرك.
94 .الصبر زين مضمون. ثنتين تِ ْك َس ْب جميل وتأخذ الحق وافي.
95ُ .ك ْل وا َح ْد بنام على الجنب اللّي بريحه.
96 .اترك حساب وال تترك معامله.
97 .الكالم الزين بسد في الدين.
98 .بابك على بابي يا طول عذابي.
ٍل تودعه بيعه.
99 .ما
100 .القهوه يَم ْين ودور الغانمين يمين.
23


دواعي التعامل بالعرف العشائري


العرف العشائري جزء من تراثنا وثقافتنا، فيه تأكيد لقيمنا الفاضلة، وخصالنا الحميدة،
وصفاتنا النبيلة. حيث يبادر بالتدخل لفض الخالفات والنزاعات بالحلول الودية المبنية
على الصلح والتصالح والتراضي وبذلك يبقي على أبواب المودة واالحترام وتبادل
الطيبات بين الفرقاء المتنازعين مفتوحة. فيتم التواصل وتجاوز الخالفات، خاصة إذا
كانت هناك مواقف كريمة من التسامح والصفح والعفو، وهي مواقف نابعة من الهمم
العالية والشهامة التي ترتقي بصاحبها عن الصغائر، ور دات الفعل الحمقاء التي تنبع من
األفق الضيق والطباع غير السوية.
في نفس الطرف اآلخر، وهما محل ت
إن التسامح والصفح يتركان أثرا قدير ً طيباً
واحترام يؤدي الى األلفة والطيب الذي يقابل عادة بالشكر لمن تسامح أو عفا فيما هو
حق له.
وعالوة على أن العرف العشائري موروث ثقافي من الصعب التخلي عنه ونزعه
من سلوكنا،لما له من آثار إيجابية ملموسة في حياتنا اليومية فإن التعامل من خالله
يحفظ الكرامة أوالً والحق ثانيا مقارنة مع ً ويمكن إنجاز قضاياه في وقت أقصر نسبياً
يدع مجاالً ، ما القانون ، وبذلك ال لتراكم األحقاد، فيسهل إعادة األلفة الى سابق عهدها
يعزز السلم األهلي.
للظروف التي عصفت ببالدنا )فلسطين( من استعمار
ونظرا واحتالل، فأقل ما يقال ً
فيهما في هذا المجال أنهما غير معنيين بوحدتنا الوطنية وال باأللفة فيما بيننا، بل أنهما
استغال تناقضاتنا ووظفاها لصالحهما انطالقا ً من سياسة )فرق تسد( .
لعدم تطبيق الشرع إذ أنه يقتصر عل
ونظرا ى مجاالت معينة ثم لعدم سيادة وفاعلية ً
أثرت سلبا على قدرة الدولة في بسط نفوذها ً القانون ألسباب متعلقة بظروف االحتالل
وسلطتها ، ومع أن كالً من الشرع والقانون ال يتدخل إال إذا تقدم المتضرر بشكوى لرفع
24
الضرر عن نفسه، ورغم أنهما مدعومان بسلطة الدولة إال أن أهم ما يؤخذ عليهما من
في التقاضي وفي تنفيذ قرارات القضاء
سلبيات في التطبيق أنهما يستغرقان وقتاً طويالً
وبذلك تطول فترة حل النزاعات وإيصال الحقوق إلى أصحابها ما قد ينجم عنه تراكم
األحقاد. إضافة إلى تقويض الثقة في القانون و األجهزة الرسمية ذات العالقة.
في عالقاتنا، أوجب على
كل ذلك ترك فراغا العقالء من أهلنا الكرام، القيام ً وخلالً
بدورهم إلصالح ذات البين، من خالل العرف العشائري، وكان لهم –في كثير من
المواقف- فضل القيام بذلك الواجب على ما يرام. فصانوا الحقوق وحفظوا الكرامة،
فا
وحققوا األلفة، وأخمدوا نار الفتنة فأرسوا بذلك ألنفسهم وللعرف العشائري، دورا عالً ً
إيجابياً، كنا وما زلنا في حاجة ماسة إليه.
والعرف العشائري إذ يؤدي هذا الواجب فإنما يساند ويعزز دور سلطة الدولة التي
تعمل على تفعيل مبادئ الشرع وقواعد القانون . وال يهدف إلى منافستها أو منازعتها
في أي من سلطاتها .
فحبذا لو تنبهت سلطة الدولة إلى أهمية دور العرف العشائري في اإلصالح ووضعته
تحت مظلتها ورقابتها ومن ثم عمل دراسة جادة له من ذوي العالقة واالختصاص
للوقوف على مدى جدواه أوال ثم لتطويره إلى ما يوافق المصلحة العامة للمجتمع
والمصالح الخاصة ألهلنا حتى يساعدهم في تسوية خالفاتهم وحل نزاعاتهم وتوثيق
العالقات اإلنسانية فيما بينهم ما يوفر على الدولة كثيرا من الوقت والجهد .
فجزى هللا المخلصين في هذا المجال عنا خير الجزاء
25


دور العرف العشائري في إقامة العدل وتوفير الأمن


لا شك أن إحقاق الحق وإقامة العدل وتوفير الأمن هي ضرورات اجتماعية لتأمين
الاستقرار في المجتمع والطمأنينة لكل مواطن القوي منهم والضعيف.
ونعتقد أن تحقيق قيم الحق والعدل ومنهج الأمن تحتاج الى تظافر الجهود من قبل
مبادئ الشرع وقواعد القانون ومجريات العرف العشائري.
وهي على هذا النحو مسؤولية جماعية ينهض بها كل جانب بما يخصه وبما هو قادر
عليه وما هو من ضمن مسؤولياته.
وإذا كانت مبادئ الشرع محددة وواضحة ولها دور فاعل تقوم به سلطة الدولة كما
تقوم كذلك بتفعيل قواعد القانون بما لديها من صالحيات. فإن العرف العشائري له دور
هام ومجال واسع في تحقيق هذه القيم وفي إرساء منهج األمن في مجتمعنا الفلسطيني،
وحتى ال يفهم أحد بأننا نبال في دور العرف العشائري، فيكفي النظر الى واقع حياتنا
اليومية للتقرير بأن غالبية قضايانا ونزاعاتنا، يتولى العرف العشائري حلها وتسويتها
بحكمة وبعد نظر ويُبقي
على أبواب االحترام مفتوحة بين أطراف النزاع ويوفر مجالاً
لتبادل الطيبات التي تُؤمن الألفة والإنسجام.
والعرف العشائري في هذا المجال هو تربية وثقافة عامة نحرص على غرسها في
نفس كل مواطن. تقوم على مفاهيم مفادها أن لكل مواطن حقوقه وكرامته، وأن عليه في
الوقت نفسه االنتباه الى حقوق اآلخرين وكرامتهم، وااللتزام باآلداب العامة والعادات
والتقاليد والأعراف السائدة.
وبناء عليه فعلى كل مواطن أن لا يتطاول على غيره؛ ولا يعمل على تعكير صفو
الحياة في المجتمع. وأنه في حال تعديه على حقوق غيره، فعليه القيام بما يترتب عليه
من واجبات لإصلاح ما أفسد.
وعلى كل مواطن أن يدرك أنه ال يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، فهو في حاجة
الى التعامل معهم وفي حاجة الى ُحضن مجتمع ونظام يلجأ إليه لتأمين حقوقه، لذلك عليه
26
التفاعل إيجابيا ، وفي الحد الأدنى ً مع قضايا هذا المجتمع والإسهام في بث الوعي فيه
توعية نفسه بما له من حقوق وما عليه من واجبات، والتي من أهمها كف شره وأذاه عن
الآخرين.
بين
وأن عليه إدراك حقيقة أن أمن المجتمع هو أمن له، فإذا حضر مشادة أو نزاعاً
طرفين، أن يعمل جهده للإسهام في عدم تصعيد المواقف بالتوسط والحجز بينهما حتى
ال تكون هناك تعديات تُفضي الى تفاقم النزاع وربما الى إصابات. وكذلك إذا طلب منه
أحد أطراف النزاع الشهادة بما حصل، أن يدلي بشهادته لبيان الحقيقة. وكما أن الفصل
بين المتنازعين واجب. فإن الشهادة بالحق واجبة أيضاً. بل قد يذهب األمر الى أبعد من
ذلك في حالة التقصير في الحجز بين المتنازعين لمنع العدوان، فإذا كان هذا التقصير
ممن هو قادر عليه، فإنه يتحمل جانبا المسؤولية وقد يحاسب عليه. ً من
هذه مفاهيم عامة في العرف العشائري تدل على دوره الفاعل في إحقاق الحق وإقامة
العدل من خالل القضاء العشائري الذي يعطي كل صاحب حق حقه. كما أنه يساهم في
توفير أجواء من األمن واالستقرار وبث روح األلفة واالنسجام بين المتنازعين من خالل
حل النزاعات وتسوية الخالفات من باب الصلح واإلصالح.
فأرجو أخذ هذا الدور اإليجابي الذي يلعبه العرف العشائري في حياتنا اليومية بعين
االعتبار، وكذلك تثمين دور رجاالت اإلصالح في تفعيل مجريات العرف العشائري.
كما وأرجو أن يجد العون والمساندة من الجهات الرسمية في سلطة الدولة بما لها من
تأثير ونفوذ ،ألن العرف العشائري يخدم ذات األهداف التي تسعى الدولة الى انجازها
من احقاق الحق واقامة العدل وتوفير األمن.
27


وجهة نظر المؤلف في العرف العشائري


لقد كان لي شرف النشأة والتربية في بلدة (دورا) من مجتمع منطقة الخليل في
فلسطين. هذا المجتمع الثري بكثير من القيم النبيلة الفاضلة. والثري كذلك بكثير من
راساً الوجوه العشائرية النيرة، والتي أصبح المخلص منها –بطيب مواقفه وأعماله- نب
ومثاالً حتذى في مجال العرف العشائري. فأرست أسساً ووطدت قواعد. وشاطرها في يُ
ذلك كثير من رجاالت اإلصالح في كل منطقة، بل في كل بلدة وقرية على امتداد الوطن.
ورغم االعتقاد السائد أن )بيت الشعبة( بيت الشعر في البادية هو أصل ومنبع العرف
العشائري، إلا أنه من الواضح للعيان أن منطقة الجنوب من فلسطين بعامة ومنطقة جبل
الخليل بخاصة، تميزت وأصبحت رائدة في العرف العشائري، وذلك راجع الى طبيعة
الحياة الإجتماعية القبلية التي تنهج –أينما كانت- سبيل العرف العشائري في معالجة
قضاياها.
للجميل؛
ًء ورداً
ي، أحفظه في قلبي ووجداني، وفا
لما لهذا المجتمع من فضل عل
ونظراً
حيث أتاح لي فرصة معايشة الكثير من مجريات العرف العشائري عن قرب، وعلى
صعيد الواقع، وبذلك نشأت لدي القناعة بجدوى هذا العرف وأهميته.
عبر عن اإلعجاب والتقدير للعرف العشائري. ألنه في جوهره
ُ
فإنه يشرفني اليوم أن أ
الناصع المتمثل في إصالح ذات البين بالحق والعدل، وإنهاء الخصومات والنزاعات،
ضاعفاتها، وبث روح األُلفة والمودة واالحترام، هو مطلب اجتماعي كنا وما والحد من م
زلنا في حاجة ماسة إليه.
وهو بهذا المعنى مطلب وطني في الوقت الذي نناضل فيه لنيل حقوقنا الوطنية، لما
تقتضيه المرحلة من ألفة وانسجام الزمين لوحدة وطنية في الرؤى واألداء.
وهو قبل هذا وذاك مطلب شرعي يحث عليه ديننا الحنيف في مصادر التشريع من
القرآن والسنة.
28
وكذلك فإن العرف العشائري في نظري صورة مشرقة من تراثنا الشعبي، وجزء
هام من ثقافتنا وباعث لسلوكنا.
من هنا فأرجو لفت نظر الغيورين على تراثنا الى أن العرف العشائري مجال جدير
ناول التراث، آمالً باالهتمام في سياق ت أن يجدوا في هذا الجهد المتواضع ما يمكن اإلفادة
منه.
وقد تبين لنا من خالل إنجاز هذا العمل أن العرف العشائري نبيل في جوهره وأهدافه،
إال أن العبرة تبقى على الدوام متعلقة بالممارسات اليومية في ميدان اإلصالح.
أما ما يعتريه من هنات وهفوات أو سلبيات فإنها أعمال فردية تسجل على من
يمارسها فحسب، لعدم القدرة والكفاءة، او لعدم تحري العدالة، أو لميل الهوى باتجاه
معين لتحقيق مصالح شخصية أو مكاسب مادية على حساب حقوق الطرف اآلخر، وعلى
حساب القيم والمصلحة العامة.
ونعتقد أن نجاح العرف العشائري في الميدان مرهون بعدد من االعتبارات من أهمها
ما يلي:
1 .مدى توظيف مبادئ العرف العشائري في خدمة أهلنا بالحق والعدل، وهذا متعلق
بكفاءة ونزاهة رجال اإلصالح.
2 .مدى وعي الناس واستعدادهم لقبول نتائج القضايا التي يعالجها العرف العشائري
سواء أكانت النتائج لصالحهم أم لصالح خصومهم.
3 .إمكانية تنفيذ قرارات وأحكام العرف العشائري التي تحتاج الى ضمانات لتنفيذها
إضافة الى االلتزام األدبي واألخالقي ووجوه الكفل.ونرى أن من أفضل
الضمانات مساندة سلطة الدولة للعرف العشائري .
وفي سياق النقطة السابقة فإذا كنا ننادي باستقالل القضاء وسيادة القانون لقناعتنا
بأنهما الضمان إلقامة العدل و حفظ الحقوق الشخصية منها والعامة، فإننا ننادي باحترام
قرارات العرف العشائري وتنفيذها لحفظ الحق والكرامة.
29
ويسرنا اليوم أن نلقي الضوء على العرف العشائري بهدف تطويره من خالل النقد
والتقويم ومن ثم بيان محاسنه – وهي كثيرة بفضل هللا – والتي نعتبرها إنجازاً رائعاً
حققته أيادي العقالء من رجاالت اإلصالح من أهلنا الكرام.
ونرى أن واجب الوفاء يفرض علينا أن نأخذ بتلك المحاسن ونطورها ونؤصلها في
تعاملنا واضعين نصب أعيننا على الدوام تقوى هللا بما تقتضيه من إحقاق للحق وإقامة
للعدل، وأن نحب إلخوتنا ما نحب ألنفسنا، فنقوم بخدمتهم بإخالص وإنصاف.
ومن أجل تسهيل هذه المهمة، نرى ضرورة التعاون الفعال بين العرف العشائري
وسلطة الدولة المنفذة للقانون وتنظيم هذا التعاون بنصوص قانونية تحدد المدى الذي
يمكن للعرف العشائري أن يتحرك في نطاقه ، وما له من صالحيات تكون معتمدة من
سلطة الدولة .
وترجمة لهذا التعاون نرى ضرورة المبادرة إلى تشكيل لجنة لإلصالح بعلم ومشاركة
سلطة الدولة , تكون لها صفة الحيادية والمهنية يتم تشكيلها من ذوي القدرة والكفاءة من
رجال اإلصالح الفاعلين في الميدان على مستوى المنطقة إضافة إلى لجان فرعية تابعة
لها في كل بلدة )مدينة( ويكون من مهامها:
1 .القيام بدور استشاري في القضايا التي يعالجها العرف العشائري اذا طلب منها
ذلك ، سواء من أطراف النزاع لمعرفة حدود ما لهم وما عليهم ، أو من الجهات
الرسمية لمعرفة الواجب الالزم عشائريا في أية قضية. ً
2 .الفصل في قضايا الخالفات والنزاعات التي تعرض عليها من أطراف النزاع
أو من الجهات الرسمية الشرعية والقانونية.
3 .المبادرة بالتدخل من جانبها لدراسة القضايا المستعصية الحل أو التي تعثرت
فيها مجريات العرف العشائري في اقامة العطاوي أو في الطيب ، بهدف
الوصول الى حلول مناسبة لها.
4 .يكون لها دور الرقابة على مجريات العرف العشائري انطالقا من الصالحيات
جعاً الممنوحة لها من سلطة الدولة وتكون مر0 للحق المنشود عنه لتمييز األحكام

الصادرة عن القضاة والمحكمين العشائريين المنفردين –إذا طلب منها ذلك-
لمعرفة مدى موافقة تلك األحكام لمجريات العرف العشائري وميزان الحق
والعدل. أو لتقدير الحق الالزم في أية قضية أو تقدير الديات الالزمة للنفس
ولألعضاء والقصاصة في الجروح وتكون قراراتها ملزمة.
5 .دراسة أي أمر من مجريات العرف العشائري إذا اقتضت الضرورة، بهدف
تقويم الممارسات اليومية وتصويب ما يلزم وتطوير العرف العشائري لما يوافق
المصالح العامة للمجتمع والمصالح الخاصة للناس مراعاة لمستجدات الواقع
الذي تفرضه سن ة التغيير في الحياة.
ومتى كانت هذه الفكرة ناضجة للتنفيذ، فيمكن رسم آلية تنظيمها، وتحديد صالحياتها
وكيفية اختيار أعضائها، ووضعها تحت مظلة الدولة لتعزيز العالقة بين العرف
العشائري وسلطة الدولة ثم لضمان تنفيذ ما يصدر عنها بما للدولة من سلطة ونفوذ،
حتى تكون لهذه اللجان الفاعلية المرجوة.
ودعما لهذا التوجه يمكن تسميتها )اللجان الوطنية لإلصالح(

اقرأ أيضا