رام الله – في حفل تكريم وتقدير مشترك بين قطاع غزة والضفة الغربية، كرم الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ومؤسسة سيدة الأرض ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، مجموعة من الصحفيين والصحفيات، وكذا المؤسسات الإعلامية العاملة في فلسطين، وجاء التكريم تحت عنوان (صحفيون على خط النار)، وجميعهم ممن شاركوا ميدانياً وعلى نحو مشرف ومثير للفخر، في تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وعلى سكان حي الشيخ جراح في العاصمة المحتلة، وعلى زوار المسجد الأقصى، وعلى شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل.
بدوره قال: محافظ غزة “إبراهيم أبو النجا” في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، “نلتقي اليوم من أجل الصحفيين الذي يقومون بعمل مفخرة للشعب الفلسطيني، كذلك كل شباب فلسطين الذين بهم جميعا وقفت القدس بكل تفاصيلها لتقول للعالم أنها عربية فلسطينية”.
وأضاف، “شعبنا بمقاومته الشعبية فضح الاحتلال وجرائمه المرتكبة بحق فلسطين وشعبها، الذي يعيش تحت آثار النكبة التي ارتكبها العالم بحقه، ونقول للعالم المنحاز للاحتلال عليه التسلح بالأخلاق والقيم، لنصرة شعبنا، المتسلح بالإرادة وقوة حقه”.
من جانبه قال: “شاهر سعد” أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، بأن صحفيو وصحفيات فلسطين الذين تواجدوا في الميدان، ساهمت كلماتكم المكتوبة ورسائلكم الإعلامية المصورة، في الجهد الوطني العام لكسر الاغلال التي تقيدنا، والحواجز والمعيقات التي تحيط بنا من كل جانب، لتصل على أجنحة الغمام والسديم إلى كل زاوية من زوايا هذا الكوكب؛ ما منح شعبنا وقواه الفاعلة فرصة ثمينة لإعادة عرض روايته حول حقة المسلوب، وحول حقه في استرداد هذا الحق.
فنالهم ما نال شعبهم من دفع للثمن، فسقط منهم الشهداء وأصيب الكثيرين منهم بجراح بالغة، واستهدفت بيوت ومكاتب بعضهم بقذائف طائرات المعتدين، لا بل تم إزالة بيانات كاملة من الوجود لأن فيها مكاتب للصحفيين ولوكالات الأنباء الأجنبية، التي حملها الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية انكشاف وجهة القبيح والفاشي أمام العالم، بسبب جرائمة البشعة بحق شعبنا.
وأضاف، تابعنا جميعاً بكل مرارة وبكل أمل نضال أبناء شعبنا في الشيخ جراح ضد التهجير القصري والممنهج الذي يتعرضون له، وتابعنا تدنيس المسجد الأقصى المبارك أمام أعين الأمة العربية والإسلامية، لكن شعبنا في القدس دافع بكل بسالة عن القدس ومقساتها.
كما أشاد بدور الصحفيين والصحفيات الاسستثنائي في تغيير نظرة العالم لشعبنا، بعد أن تحملتم عبء رصد ونقل الحقيقة الصافية للعالم عبر تقاريركم وصوركم ورسائلهم الإعلامية الصادقة.
وتجلى صفاء ونقاء دورهم – وفقا لسعد – وهم يعيدون رسم صورة الوجع الفلسطيني في عيون العالم، ما أنطقه بالحق، وخرجت الشعوب الحرة إلى الشوراع، ومنها شوارع لما تناصرنا من قبل قط، كالشارع الأمريكي والبرلمانيين الأمريكيين، بعد أن طالب خمسمائة منهم، بمحاسبة إسرائيل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
واختتم سعد كلمته بالقول: لهذه الأسباب نجتمع في هذا المساء في غزة الباسلة والضفة المقاومة، لنقول شكراً عالياً لمن استحق الشكر والثناء والتقدير عن جدارة واقتدار.
لأنه كان لدوركم الفضل في إتمام حلقة التكامل الوطني، فحققنا (معاً) قفزة وطنية موحدة إلى الأمام، كيف لا وهذا دوركم المأمول في صناعة وتشكيل الرأي العام، بما يخدم ويحقق الأهداف الوطنية والقومية العليا لشعبنا المكافح.
من جانبه، قال: الرئيس التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض “كمال الحسيني”، إن الهبة الأخيرة لشعبنا أعادت الوعي الوطني والمكانة للقدس، ومبادرة تكريم الصحفيين على خط النار هو تكريم لكل صحفي في الأرض المباركة، والرسالة هي الوحدة والتغريد مع إخوتنا في قطاع غزة، لنؤكد أننا جسد واحد لدعم قلب فلسطين النابض وهي القدس.
وأضاف، أن شعبنا الفلسطيني مقاوم من الدرجة الأولى ولا يعرف الاستسلام، وما يزال في خندق المقاومة، معرباً عن شكره لكل من أسهم في إنجاح هذا الحفل لتكريم الصحفيين الذين يتعرضون لعدوان من الاحتلال.
من جانبه، قال: نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، إن من تحدث باسم فلسطين بكل أمانة ونقل الرسالة هم صحفيو القدس الذين وحدوا بصورهم وأدائهم كل فلسطين حول القدس الشريف بمقدساتها المسيحية والإسلامية.
وأضاف، أن دماء الصحفيين الفلسطينيين أمانة في أعناق النقابة حتى يتم محاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين من جنود الاحتلال وأجهزته الأمنية، مقدما شكره لكل من أسهم في تنظيم هذا الاحتلال وانجاحه.
وأشار إلى أنه استشهد 3 صحفيين في قطاع غزة وأصيب 80 آخرين، ودمرت مقرات الكثير من المؤسسات الصحفية في القطاع، وأصيب في القدس أكثر من 400 صحفي ما يعني أن كل صحفي في القدس أصيب مرة أو أكثر من مرة، وهذا كله يوضح مدى الاجرام والاستهداف الرسمي من حكومة الاحتلال للصحفيين المقدسيين.
وألقت كلمة المكرمين والمكرمات الصحفية “ميسون كحيل”، وشكرت فيها منظمي حفل التكريم، مستذكرة الزملاء الشهداء وتمنت الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والحرية لأسرانا البواسل.
وأضافت، أن الاحتفال اليوم بسلامتنا جميعا من عدوان الاحتلال واستهدافه لمؤسساتنا وكوادرنا الصحفيين بشكل متعمد، في محاولة منه لإحباط نجاحنا كصحفيين فلسطينيين في الوصول إلى العالم من قطاع غزة على وجه التحديد.