رام الله – أشاد “شاهر سعد” أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، وعضو المجلس المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية، بصمود وثبات جماهير شعبنا في الوطن والشتات، بمناسبة حلول الذكرى السابعة والخمسون لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، في الثامن والعشرين من أيار 1964م.
وهي التي أصبحت رقماً صعباً في كل معادلة سياسية؛ حتى أمسى تجاوزها أمراً مستحيلاً، وبلورة قواعد العمل السياسي الفلسطيني المعاصر، والقائمة على اعتماد وسيلة الكفاح المسلح ضد المحتل، وبناء جبهة عربية ودولية مساندة وداعمة للاستراتيجية الفلسطينية، واستقلالية القرار الوطني، الذي جسده المغفور له الشهيد “ياسر عرفات” بعد توليه لقيادة منظمة التحرير بعد المرحوم “الشقيري”.
وبين سعد “أن فلسطين استعادت وحدتها الشعبية، بعد النكبة وتحولت المِزَق الاجتماعية الموزعة بين البلدان المجاورة لفلسطين وفي داخلها، إلى شعب يمسك قضيته بيديه، حتى تحولت منظمة التحرير على يد القادة العظام إلى وطن فعلي ومعنوي لشعبنا داخل الوطن وخارجه.
وعلى هذه القاعدة طوت منظمة التحرير مراحل عملها التالية بتحقيق المزيد من الإنجازات السياسية الفاصلة، وكان في مقدمتها النصر الذي حققته قوات الثورة الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي في معركة الكرامة عام 1968م، واعتراف الدول العربية بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، واعتلاء ياسر عرفات لمنبر الأمم المتحدة عام 1974م للحديث عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال إسوة بباقي شعوب العالم، وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م.
وأضاف “رغم ذلك ما زالت التحديات كبيرة وخطرة، وتهدد وجودنا الجمعي لاستهدافها المنجز الوطني العام، أي التعامل مع شعبنا وكأنه غير موجود، بعد أن منح العدو نفسه حق التضحية بناء ليعيش مع مستوطنيه بدلاً منا على أرضنا متمتعاً بكامل خيراتها”.
“الأمر الذي يتطلب مراجعة فلسطينية شاملة لمرحلة العمل السابقة واستخلاص ما يجب استخلاصه من عبر وترسيم استراتيجية عمل تُعلي راية المصالح الوطنية الفلسطينية، بصرف النظر عن مطالب ومصالح الآخرين وعدم الخضوع لفلسفات ومصالح النيوليبرالية الغربية وفقاعاتها الكاذبة، والموظفة بالكامل لخدمة الاستعمار المتجدد والقائم على حساب الشعوب الفقيرة، وإنهاء الانقسام الفاحش الذي شكل مدخلاً لإسرائيل وبعض القوى الإقليمية لتحويل فلسطين إلى إحدى ساحات صراعاتها.
لكي يواصل شعبنا مسيرة تحرره من قيود الاحتلال، بعد أن أثبت في شهر النكبة بأنه عصي على الكسر، ولا يمكن التلاعب بأمله ومصيره على حد سواء، بعد أن خرجت فلسطين الموحدة لساحات النزال عن بكرة أبيها مستخدمة كل الأسلحة المتوفرة لدى فتيانها وفتياتها، بدءاً من حناجر الشيوخ وقبضات الشباب والشابات، والحجارة والدواليب المشتعلة، للدفاع عن سكان حي الشيخ جراح والأقصى الشريف وقطاع غزة.
حيث سطر شعبنا صفحة جديدة في سجل كفاحه، قوامه أن لا قبول بعد اليوم بالإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، وأن الوحدة التي ينشدها شعبنا تنبت غراسها في ميادين البذل والعطاء، وأن شعبنا لن يغفر لمن سيبقينا رهناً للعنة الانقسام البغيض.