النرويج/ أوسلو – شارك “شاهر سعد” أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، ورئيس الاتحاد العربي للنقابات، في تشييع القائد النقابي والوطني الكبير “موسى جريس – أبو جورج” الذي توفاه الله في مهجره في النرويج، وسط مشاركة فلسطينية وعربية ونرويجية حاشدة.
كما شاركت في تشيع الجثمان سفيرة فلسطين في النرويج “ماري أنطوانيت” بالنيابة عن السيد الرئيس أبو مازن، ونائبه رئيس اتحاد نقابات النرويج رئيسه العلاقات الدوليه، وجمع غفير من أصدقاء الفقيد، وراعي الكنيسة في مدينة أوسلو.
وألقى سعد أمام المشيعين كلمة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وكلمة الاتحاد العربي للنقابات، حيث قال: “تفتقد فلسطين في هذه اللحظات واحدة من أعلى قاماتها الوطنية العالية، وأحد أعمدة كفاحها النقابي العنيد، إنه الرفيق والقائد الاستثنائي “أبو جورج”، الذي أوصانا لشدة تعلقه بفلسطين بأن ندفن إلى جانله حفنة من تراب البصة التي انتظرت عودته، لكنه أطال الغياب، وها هو يدفن في هذا المكان البعيد عن أرض الجليل”.
نعم رحل أبو جورج لكن أثره وطيفه الطيب والعطر لن يغادرنا أبداً، ولن تتمكن الأيام من طمس سيرته أو محوها مهما كانت ثقيلة وظالمة؛ لأنه ترك لشعبه الكبير ولأسرته الصغيرة ميراثاً مشرفاً من السمعة الطبية والتاريخي النضالي العريق.
ما حول أبو جورج إلى أحد عناوين العمل الوطني والنقابي العالية، والتي لا يشق له غبار، ونجماً ساطعاً في سماء العطاء والبذل الوطني والقومي في مختلف وكل الساحات التي عمل وتواجد فيها، وهي الخصال الحميدة والمناقب الإنسانية الرفيعة التي جمعتنا في هذا اليوم، لنحي ذكراه الخالدة، فكيف للأسماء الجامعة أن يمسها التغيب والنسيان.
كلا وألف كلا يا أبا جورج، فإخوتك وأخواتك ورفاق دربك الطويل، لن ينسوك وسيحفظوا ذكرك بينهم إلى ما يشاء الله.
فأنت تستحق أكثر من ذلك، ولك علينا أن نمنحك كامل حق من الحزن والبكاء على فراقك، ونمنحك حقك من الإبقاء على سيرتك الطاهرة حية بيننا، كأنها درس مدرسي تتناقله الأجيال من عهد إلى عهد ومن زمن إلى زمن.
لأنك منحت فلسطين كل ما حباك الله به من مزايا، منذ أن كنت فتى غضاً طري العود، بعد أن انخرط في وقت مبكر من حياتك بالحركة الوطنية الفلسطينية، في مخيمات الرشيدية وضبية في لبنان الشقيق، وواصلت كفاحك النقابي من مهجر إلى مهجر ومن منفى إلى آخر.
لقد خسرت الحركة النقابية الفلسطينية برحيلك يا أبا جورج، مناضلاً نقابياً عنيداً ورجلاً وطنياً نبيلاً ومنحازاً على الدوام، إلى جانب الشغيلة والعمال الفلسطينيين والعرب.
فالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين لن ينسى دورك الكبير في تشييد مقراته المركزية في قطاع غزة والضفة الغربية، بفضل علاقاتك المميزة مع اتحاد النقابات العمالية في النرويج، ومع الاتحادات العمالية العربية والدولية.
وسنبقى نذكر فضلك، في تدريب وبناء الكادر النقابي الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، لهذا ولغيره من الأسباب فقد أحسن الرئيس أبو مازن صنعاً بتكريمك وأنت على قيد الحياة، ومنحك وسام الاستحقاق والتميز، تقديراً من القيادة الفلسطينية، لدورك الاستثنائي في الكفاح الوطني الفلسطيني.
وفي ختام التشيع وضع سعد أكليلاً من الزهور على ضريح الفقيد، وقدم لزوجته وأسرته درع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، لأسرة الراحل الكبير وفقيد فلسطين.