نابلس – جاء ذلك في سياق حديث “فيليب مارتينيز”، أمين عام الكونفدرالية العمالية الفرنسية العامة، الذي يزور فلسطين حالياً على رأس وفد نقابي وعمالي فرنسي كبير، في مؤتمره الصحفي الذي عقده إلى جانب “شاهر سعد”، في مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.
وعرض فيه خلاصة مشاهداته وجولاته ومقابلاته للعمال الفلسطينيين والعاملات، الذين التقاهم على الحاجز العسكري الإسرائيلي في محافظة قلقيلية، ويستخدمه العمال للوصول إلى سوق العمل الإسرائيلي، حيث تملكه الحزن والذهول؛ من هول ما رآه بأم عينه من أنماط المعاملة الفظة والقاسية والحاطة من كرامة الإنسان، من قبل جيش الاحتلال للعمال الفلسطينيين.
وهي ممارسات كادت أن تطال ببطشها أعضاء الوفد الفرنسي نفسه، الذين اعترض طريقهم جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المدججين بالأسلحة الآلية والخوذات الحربية، والمرابطين على الحاجز، ومنعوهم من إتمام زيارتهم وتفقدهم للعمال، كما منعوهم في اليوم الأول من زيارة قطاع غزة.
كما عرض “مارتينيز” أمام الصحفين، ما تقوم به الكونفدرالية من أنشطة تضامن ودعم للشعب الفلسطيني خلال هذا العام 2022م ومنها تنظيم معرضاً للصور حول القضية الفلسطينية في مقر الكنفدرالية، واستضافة فنانين فلسطينيين، وتنظيم مؤتمراً تضامنياً مع فلسطين بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في باريس.
لكننا – أضاف قائلاً – لم نكتفي بالتضامن مع شعب فلسطين عن بعد، لهذا قررنا المجيء إلى فلسطين، وإبداء تضامننا الوجاهي والمباشر مع عمال وعاملات فلسطين، وكما توقعنا فإن كل الكلمات ومحاولات الوصف لن تتمكن من تصوير ما شاهدناه من انتهاكات وممارسات إسرائيلية لا إنسانية وغير حضارية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق العمال الفلسطينيين.
وأضاف، حقاً لا يمكن للعقل البشري أن يتخيل مستوى الانحطاط الذي أدركته الممارسات الإسرائيلية الشائنة بحق عمال فلسطين، لهذا سنواصل تضامننا وزياراتنا لفلسطين للإطمئنان على العمال والعاملات والوقوف إلى جانبهم.
وهم، الذين لا هدف لهم سوى الوصول إلى أماكن عملهم، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنعهم وينغص عليهم عبر الحواجز العسكرية المقامة على امتداد جدار العار العنصري؛ وهم الذي لا ذنب لهم سوى سعيهم المشروع وراء لقمة عيش أسرهم الفقيرة، لأنهم لم يجدوا فرص عمل بديلة في مدنهم ومناطق سكناهم.
إلى ذلك أعلن “فيليب مارتينيز”، عن شروع الكونفدرالية العمالية الفرنسية العامة، بجمع مليون توقيع من مختلف أنحاء الجمهورية الفرنسية، على عريضة سياسية جامعة؛ تنادي بالاعتراف بدولة فلسطين، والدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، ليتم رفعها لرئاسة الاتحاد الأوروبي ومطالبتها بتبني ما جاء بها من مطالب.
وأنهى الضيف الفرنسي الكبير حديثه مع الصحفيين، بالإعلان عن، والدعوة إلى مقاطعة كل وأي شركة أو كيان فرنسي تجاري أو اقتصادي، يتصل أو يتعالق بأي علاقة مع المستعمرات الإسرائيلية.
بدوره بين “شاهر سعد” أهمية زيارة الوفد الفرنسي إلى فلسطين، الذين فضلوا المجيء إلينا، لا التضامن معنا عن بعد؛ ومشاهدة يوميات الإذلال والمهانة التي يتعرض لها عمال وعاملات فلسطين على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كما أشاد بمواقف الكونفدرالية العمالية الفرنسية العامة، المناصرة للقضية الفلسطينية على الدوام، وكان آخرها دعمه لوفدنا في مؤتمر الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب، الذي عقد في العاصمة الإسبانية، وتبنى موقف مناصر لحقوق شعبنا، ودعم حقه في حيازة وطن مستقل وبعيد عن التهديد أسوة بباقي الشعوب الحرة والمستقلة.
كما شكر سعد الوفد الفرنسي على مقابلته للعمال الفلسطينيين والعاملات في مختلف قطاعات العمل، ومقابلته لأعضاء الهيئات القيادية في نقابات (النقل والمعلمين ورياض الأطفال ونقابة الخدمات الصحية).