رام الله – شارك وفد من كوادر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، في فعاليات الاعتصام التضامني مع الصحفيين الفلسطينيين، الذي نظم صباح هذا اليوم 31 أيار 2021م أمام مبنى نقابة الصحفيين في مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة، رفضاً للاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين والصحفيات.
حيث أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين “ناصر أبو بكر” على أن النقابة وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين ستقدم تقريراً مفصلاً لمحكمة الجنايات الدولية حول الانتهاكات المنفذة على الصحفيين الفلسطينيين والصحفيات.
إلى ذلك، كشف “ناصر أبو بكر” عن أن هناك 51 صحفياً فلسطينياً ارتقوا في شهداء في ميادين العمل، منذ عام 2000م، وهم الذين وصفهم أبو بكر “بشهود الحقيقة في فلسطين، لأنهم رصدوها ووثقوها” بحيادية تامة وكما أتت وقائعها، وتم تسجيل 4460 جريمة وانتهاك بحق الصحفيين والصحفيات منذ العام 2013م، ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، فيما شهدت الحرب الأخيرة على غزة مقتل صحفي وتدمير منزل 15 صحفيا وإصابة 80 آخرين.
كما بين “أبو بكر” أن التضحيات التي يقدمها الصحفيون الفلسطينيون في سبيل كشف الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال للعالم، إنه لا يوجد صحفي فلسطيني أو مصوّر ميداني لم يتعرض لإصابة في حياته، وأن الحرب الأخيرة على غزّة، أسفرت أيضا عن تدمير 37 مؤسسة إعلامية، من بينها 4 تم تدميرهم بالكامل.
وأكد أبو بكر، أنه لم يمر ولا يوم واحد على الفلسطينيين، دون ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلية جريمة ترتكب بحق الصحفيين.
وفرضت “معركة” التغطية الإعلامية للعدوان على غزة، وانتفاضة القدس المحتلة، والأراضي الفلسطينية بما في ذلك مناطق الداخل الفلسطيني، بالتوازي مع معركة الواقع الافتراضي عبر منصات التواصل الاجتماعي، معادلة جديدة وربما للمرة الأولى بحسب، أبوبكر، تقوم على تقديم رواية قوية وموثقة، أمام رواية الإعلام الاسرائيلي والإعلام الغربي بخلاف حروب سابقة، شهدت انحيازا واضحا لهما.
واعتبر أبو بكر، أن استهداف قوات الاحتلال للمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة، كان “متعمدا” و”مقصودا”، للوصول إلى التوقف عن البث مطلقا، خاصة بعد قصف برج الجلاء الذي حذرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قبل يوم واحد من ارتكاب “مجزرة بحق وسائل الإعلام”، مشيرا إلى أن هذا الاستهداف مثلا، جاء بعد بث وكالة الأسوشيتد برس نحو 120 قصة عن القطاع تشترك بها كل وسائل الإعلام في العالم.
وقال: “استطعنا أن نغيّر كثيرا في الرواية، حتى إن بعض ممثلي وسائل الإعلام الأميركية تم ضربهم، الصحافة الإسرائيلية لم تقدم رواية مقنعة وكان علينا أن نتجه للعالم بالإقناع الموثق وليس بالرواية العاطفية وهذا ما جرى، رغم الامكانات الهائلة للإعلام الإسرائيلي في التصوير والتغطية، وكانت وحدة الشعب الفلسطيني في الميدان، وفي الشتات، وعبر السلطة الخامسة في التواصل الاجتماعي جزءا من هذه المعادلة الجديدة”.
وعلى الصعيد الدولي وما تعتزم النقابة عمله، قال: “ستتوجه نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بالدعم والتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يضم 190 نقابة، مشيرا إلى أنه يجري الإعداد لها، إلى جانب التوجه للمحاكم الوطنية في عدد من الدول الأوروبية، على غرار القضية “الدعوى” التي تقدمت بها النقابة والاتحاد في أيار 2020م، بعد تحضير استمر لعامين، تتعلق بالجرائم السابقة ضد الصحفيين من الاحتلال.
واعتبر أبو بكر أن موقف النقابات الدولية، أقوى بكثير من بعض النقابات العربية مشيدا بموقف نقابة الصحفيين الاردنيين والمصريين، فيما أكد على الدور المحوري الذي بذله الأردن سياسيا ودبلوماسيا واصفا بأنه كان جزء من الصمود .
وبين أن تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، كان دليلا على تأثير دور الإعلام خلال الحرب لصالح الفلسطينيين، وقال إن التقرير أحدث “صاعقة” في المجتمع الدولي، ودعت على إثره نقابة الصحفيين البريطانية إلى اجتماع خاص، كما أصدر المقررون الخمس في الأمم المتحدة بيانا مشتركا حول ذلك.
وفي السياق ذاته، دعا أبو بكر المتضامنين مع القضية الفلسطينية، والصحفيين، والنشطاء، والسياسيين، والمؤثرين في كل مكان، بفتح قنوات تواصل مع نظرائهم في دول العالم عبر المنصات الحديثة والتخاطب بلغتهم، واستثمار وجود جاليات عربية في كل العالم وبعضهم في مواقع مسؤولية، خاصة دول أوروبا، ودعا الحكومات العربية إلى إبرام اتفاقيات مع شركات منصات التواصل العملاقة مثل “فيسبوك” و”توتير” وغيرها، واستثمار “السلطة الخامسة”، وقال مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم معركة حقيقية موازية للمعركة على الأرض عندما نقول أن 55% من سكان العالم حصلوا على معلومات حول ما يجري في فلسطين من منصة “التيك توك”، فلا بد أن نعمل من خلالها.
ولفت أبو بكر إلى أن الصحفيين في مناطق الضفة الغربية على تماس مباشر مع العدو الإسرائيلي، وأن أكثر إصاباتهم هناك تحدث على “مسافة صفر”، فيما لم تسجل أي إصابة لأي صحفي إسرائيلي.