بيان صادر عن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين
في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية الكبرى
تمر علينا الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، هذا العام ونحن نقاوم احتمالات وقوع نكبة جديدة على شعبنا، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية الشاملة على شعبنا في قطاع غزة، القائمة منذ سبعة شهور.
في محاولة فاشلة من قوى الاستعمار العالمي، لحسم الصراع لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتهجير شعبنا الفلسطيني مرة أخرى من دياره، لظنهم أن تدمير مدن ومخيمات قطاع غزة، سيؤدي إلى فرار شعبنا من وطنه، كما حدث في عام 1948م.
لكن شعبنا، قرر عدم السماح بتكرار المؤامرة التي حيكت ضد الشعب الفلسطيني قبل 76 عام، لأنه مكن (إسرائيل) من إقامة دولتها الاستعمارية وغير القانونية على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، و وتسيطر على 65%من ال 22% من اراضي الضفة ما تسمى بمنطقة (c)
فالنكبة لم تكن حدثًا عابراً في التاريخ الفلسطيني، وقع وانتهى في يوم واحد، بل كانت كارثة كبرى تواصلت على مدار عامين، بدءاً من منتصف عام 1947م إلى منتصف عام 1949م، وكانت فترة مليئة بالقتل الوحشي وسفك الدماء والرعب والإرهاب المنظم، تحطم في نهايتها المجتمع الفلسطيني الذي كانت درة تاج المجتمعات العربية والشرقية؛ بعد تدمير 530 قرية فلسطينية والسيطرة على 700 قرية ومدينة، وتهجير 800 ألف فلسطيني، أي حوالي 50% من مجموع السكان الذين كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية حينها.
يا جماهير شعبنا
في الوقت الذي تحاول فيه (إسرائيل) استكمال حرب استقلالها المزعومة، ودفن فلسطين والفلسطينيين نهائياً، وعدم السماح بذكرهم، هاي هي فلسطين تنبعث من جديد على اتساع الأرض، وتحولت إلى نشيد يومي للمنادين بالعدالة الدولية، حيث صوتت شعوب العالم الحرة لصالح مطلب الحق الفلسطيني، الداعي إلى الاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وهو دعم واعتراف علينا أن نحيي الدول التي صوتت لصالح قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإعادة النظر في العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة خلال جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك بتاريخ 10 أيار 2024م، وهذا شكل استكمالاً للقرار الأممي السابق الذي اعتبر النكبة الفلسطينية حدثاً عالمياً ينبغي إحياؤه سنوياً، في القاعة الرئيسة في مبنى الأمم المتحدة، وذلك بتاريخ 30 تشرين الثاني 2022م، أي في اليوم التالي، لليوم الأممي المخصص للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ولم يكن لهذه الأشكال المشرفة من التضامن العالمي مع شعبنا أن تتم؛ لولا صموده الأسطوري في وجه آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة، وتشبثه بوطنه ودياره رغم جسامة التضحيات، ما يؤكد على أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، لا يسقط بفعل النسيان والتقادم، حتى لو بقي فلسطينياً واحداً على قيد الحياة.
وبهذه المناسبة، فإننا باسم عمال وعاملات فلسطين، نثني على، ونحي كل المشاركين في انتفاضة الجامعات الأمريكية والجامعات العالمية الأخرى، لدعمهم الحق الفلسطيني بلا تردد، وتنديدهم بشجاعة بالمجازر الإسرائيلية المقترفة بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وعليه، فإننا ندعو الجماهير العربية، سيما التي ترتبط حكوماتها بعلاقات سياسية أو تجارية بدولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى الخروج إلى الشوارع والمشاركة في الجهد الشعبي العالمي المناصر لفلسطين، والاعتصام أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية، والمطالبة بإغلاقها وطرد السفراء الإسرائيليين من العواصم العربية.
وإننا حتما لعائدون
الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين