الاتحادُ العامُّ لنقابات عمال فلسطين: هوَ منظمة ٌعماليَّة ديمقراطيَّة مستقلَّة، تأسست عام (1954)م، وتعملُ من أجل الدفاعَ عن حقوق ِالعمال، وبناءُ مؤسسة نقابيَّة تساهمُ في تطوير ِوتنمية المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ، كما تعملُ على تعزيز ِواقعَ النضالَ الوطني، لإنهاء الاحتلالَ وبناء الدولة الفلسطينيَّة المستقلة التي توفرُ العيشَ الآمنَ لمواطنيها.
ويعتبرُ الاتحادُ امتداداً تاريخياً للحركة النقابيَّة الفلسطينيَّة التي تشكلت في مستهلِّ عشرينيات القرن ِالعشرين، وذلكَ بعد تأسيس (نادي سكة الحديد) للدفاع ِعن عمال ِسكة حديد الحجاز، وتلاها تأسيس (جمعية العمال العرب) التي أسهَمت بصورة ٍواضحة في تطوير ِالعمل َالنقابيّ في فلسطين في ثلاثينيَّات القرن نفسه، حتى وقوع َالنكبة الفلسطينيَّة عام 1948م، حيثُ أصبحَت هذه الجمعيَّة عضواً في الحركة النقابيَّة العالميَّة وممثلاً شرعياً للعمال الفلسطينيين.
وبعدَ عام 1948م، وتشريد غالبيَة الشعب ِالفلسطينيّ إلى دولِ المهجر ِوالجوار ِالعربيِّ- خاصة الأردن وسوريا ولبنان ومصر- وانتقالُ أعدادٌ كبيرة من سكان الساحل والجليل الفلسطينيين إلى الضفة ِالغربية وغزَّة اللتين خضعَتا للحكم ِالأردنيّ والإدارة ِالمصريَّة، وطُبِّق في الضفة القانون الأردني، وفي قطاع غزَّة القانون المصري.
وواصلت النقاباتُ الفلسطينيَّة في هاتين المنطقتين عملهُما ونشاطهُما بصوتٍ أعلى، واستقلالية أوسَع، وأداء أكثرَ التصاقاً بقوى العمل منه إلى التقييدِ بالقوانين الوافدة، وبرزَ في تلك الحقبة العديدَ من الرموز ِوالعناوين النقابيَّة التي بنت الحركة النقابيَّة في الضفةِ الغربيَّة ِوقطاع غزة، وبعدَ حرب عام 1967م، منعَت سلطاتُ الاحتلال ِالعسكريِّ الإسرائيلي ِّالعمل َالنقابيّ، لكن هذا الإجراء نقل العملَ النقابيّ إلى ما مرحلة العملَ السريّ، ولم يمنعْ النقابيين الفلسطينيين من التحرك ِمن أجل تعزيز قواعدَهم وهياكلهم النقابيَّة، بل انخرطوا في صميم ِالعمل الوطنيّ العام، وتحوَّلت النقاباتُ إلى إحدى منصات المواجهة مع المحتل، ورويداً رويدا أصبحت مؤسسات جماهيرية رائدة تقودُ جهودَ الخلاص ِمن الاحتلال، كواجبٍ وطنيٍّ ونقابيٍّ من الطراز ِالأول.