الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

شاهر سعد يخاطب مؤتمر “يونيسون” البريطاني: لا عدالة اجتماعية ولا عمل لائق تحت الاحتلال

ألقى الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد كلمة مؤثرة عبر الفيديو خلال أعمال مؤتمر الاتحاد العام لنقابات عمال بريطانيا “يونيسون” عبّر فيها عن امتنانه العميق لمواقف الاتحاد البريطاني الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مؤكدًا أن فلسطين هي قضية كل أحرار العالم

وجاءت مشاركة الأمين العام عبر الفيديو بعد تعذر حضوره وجاهياً بسبب إجراءات الإغلاق المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية والتي قيّدت حرية التنقل خلال فترة الحرب

وفي كلمته التي حملت صوت العمال والنساء والأطفال والمسنين الذين يرزحون تحت نير الاحتلال والاستهداف اليومي قال شاهر سعد إنه قادم من فلسطين حيث لا يزال شلّال الدم مستمرًا والمجازر والتطهير العرقي تُرتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ولا سيما في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم وبلاطة والفارعة وسائر المدن والقرى الفلسطينية

كما استعرض الأمين العام واقع الضحايا بالأرقام مشيرًا إلى أن عدد الشهداء في قطاع غزة قد تجاوز 55300 شهيد من بينهم 18000 طفل و12400 امرأة و3535 من كبار السن إضافة إلى 1402 من الطواقم الطبية و200 من الصحفيين و800 من العاملين في قطاع التعليم و113 من الدفاع المدني و203 من موظفي الأونروا بينما وصل عدد المفقودين إلى 11200 من بينهم 4700 طفل وامرأة وفي الضفة الغربية ارتقى 964 شهيدًا بينهم 194 طفلًا

وأكد أن هذه الأرقام توثّق جرائم حرب مستمرة منذ تسعة عشر شهرًا وسط صمت دولي مخزٍ وعجز واضح في المحاسبة الدولية

وفي الجانب الاقتصادي سلط الأمين العام الضوء على الكارثة التي يعيشها العمال الفلسطينيون حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 507000 عامل من أصل مليون وأربعمئة ألف أي ما يعادل 36 في المئة من القوى العاملة تقريبًا مشيرًا إلى أن هذا الواقع أدى إلى خسائر اقتصادية مباشرة تُقدّر بـ 400 مليون يورو شهريًا أي ما يعادل أو يزيد عن 7 مليارات يورو منذ بداية الحرب وحتى اليوم

وأوضح أن ما يزيد عن 11000 عامل فلسطيني تم اعتقالهم على يد قوات الاحتلال فيما استشهد 35 عاملاً أثناء ملاحقتهم أو خلال اعتقالهم مضيفًا أن الاحتلال نصب أكثر من 900 بوابة حديدية وحاجز إلكتروني على مداخل القرى والمدن الفلسطينية بهدف تفكيك التواصل الجغرافي وعرقلة حركة المواطنين والعمال

وأشار شاهر سعد إلى أن سياسة إسرائيل المعلنة تقوم على تشغيل 25 في المئة من اليد العاملة الفلسطينية داخل سوق العمل الإسرائيلي وذلك بهدف السيطرة على الاقتصاد الوطني الفلسطيني ومنع نموه واستقلاله ما يتطلب تدخلًا دوليًا حقيقيًا لوضع سياسات تشغيل عادلة ومستقلة في فلسطين

وأكد أن فقدان العمال الفلسطينيين لأعمالهم ومصادر رزقهم حوّلهم إلى فئة مسحوقة بلا أمل ولا دخل وهو ما يستوجب تعويضهم الكامل عن فترات التعطّل القسري ومحاسبة الاحتلال على جرائمه الاقتصادية والاجتماعية بحقهم

كما طالب بإنصاف العمال الفلسطينيين وفق ما تنص عليه اتفاقيات العمل الدولية مستندًا إلى الشهادات والتقارير التي وثقتها اتحادات عمالية دولية زارت فلسطين واطلعت على الواقع ميدانيًا

واعتبر أن تصويت منظمة العمل الدولية مؤخرًا لصالح قبول فلسطين كدولة مراقب هو خطوة مهمة تبعث الأمل وتعزز من مكانة حقوق العمال الفلسطينيين على المستوى الدولي

وفي ختام كلمته أكد الأمين العام شاهر سعد أن لا عدالة اجتماعية ولا عمل لائق تحت الاحتلال وأن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا على أرضه رغم الحصار والقتل والتهجير معاهدًا على مواصلة النضال من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وقال إن فلسطين ستبقى والاحتلال إلى مزبلة التاريخ

اقرأ أيضا