كتب النقابي جهاد عقل
حذّرت منظمة العمل الدولية واليونيسف من تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال، حيث تشير التقديرات الجديدة إلى أن 138 مليون طفل يعملون في ظروف تهدد حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في التعليم والصحة والحماية.
وتبرز الصور التي تتداولها المنظمات الأممية واقعًا صادمًا لأطفال يُدفعون إلى العمل الشاق في بيئات تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط السلامة والكرامة الإنسانية، ما يعكس فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية في حماية الفئات الأكثر هشاشة.
وتشير المنظمات الدولية إلى أن عمالة الأطفال ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفقر وغياب شبكات الحماية الاجتماعية وارتفاع معدلات النزاعات، إضافة إلى الانتهاكات المتكررة في سلاسل التوريد العالمية التي تستفيد من العمل الرخيص للأطفال.
وفي هذا السياق نشاهد ما يتعرض له أطفال فلسطين من عمالة غير شرعية، اذا كان في المناطق المحتلة ،أم في داخل الاخضر ، حيث يقفون (يعملون) على مفارق الطرقات ، يبيعون مختلف المنتجات أو يتسولون ، من ساعات الفجر حتى ساعات الليل المتأخرة ، بدلاً من الجلوس على مقاعد الدراسة.
وتدعو النقابات العمالية حول العالم إلى تحرك دولي عاجل، يرتكز على تشديد الرقابة على الشركات، ورفع الحدّ الأدنى للأجور لتخفيف الضغوط الاقتصادية على الأسر، وضمان تعليم مجاني وإلزامي يوفر للأطفال بديلًا آمنًا عن سوق العمل.
ويطالب الخبراء الحكومات باعتماد خطط وطنية لمكافحة عمالة الأطفال، وفق اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 138 و182، مع التأكيد أن حماية الطفولة ليست خيارًا، بل مسؤولية جماعية تتطلب إرادة سياسية واستثمارًا حقيقيًا في العدالة الاجتماعية.





