الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

الكوادر الصحية من خط الدفاع الأول إلى أساس التعافي: صرخة استغاثة ومطالب للإنصاف

بيان صحفي صادر عن عضو الأمانة العامة، ورئيس نقابة العاملين في الخدمات الصحية فرع غزة

د. سلامة أبو زعيتر:

تنظر النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية لمرحلة التعافي والشروع بعملية الاعمار بأهمية مطلقة بعد المقتلة والدمار التي خلفته الحرب والتي تمثل حاجة وضرورة للعمل الجاد والتعاون في حماية شعبنا وخاصة الكوادر الصحية والطبية التي كانت تعمل تحت الضغط وفي المقدمة بالخطوط الاولي للمواجهة وقد دفعت ثمنًا باهظًا لالتزامها الإنساني، وفقدت أكثر من 1500 من زملائها شهداء ومصابين ومعتقلين، وعانت من التدمير الكامل أو الجزئي لمنازلها ومرافق عملها، وتعرضت لصدمات نفسية عميقة ومزمنة جراء العمل في ظروف غير إنسانية.

من هذا المنطلق دعت النقابة في بيانها الي ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ وإعادة تأهيل الكوادر الصحية والبنية التحتية بعد الحرب، وتؤكد وهي تستشرف أفق التعافي وإعادة الإعمار بعد العدوان الكارثي، أن إعادة تأهيل القطاع الصحي تبدأ بإنصاف وحماية وإعادة بناء الكوادر البشرية التي صمدت وقدمت تضحيات جسام تجاوزت حدود الوصف وعليه تتوجه النقابة بمجموعة من المطالب الأساسية في هذا المرحلة وتدعو كافة الأطراف والجهات المسؤولة، محلياً ودولياً، إلى التحرك الفوري للتدخل وانصافهم من خلال العمل على التالي:

– الإلغاء الفوري لجميع القرارات التي مست بحقوق الكوادر الصحية في محافظات غزة والمطالبة بتسوية شاملة وكاملة لكافة الرواتب والمتأخرات والمستحقات بأثر رجعي.

– المساعدة في إنشاء صندوق خاص وعاجل لتعويض أسر الشهداء من الكوادر الصحية، وتوفير العلاج والتأهيل الشامل (البدني والنفسي) للمصابين والمعتقلين، وتثبيت حقوقهم الوظيفية دون نقصان.

– التعاون مع النقابة لإطلاق برامج دعم نفسي وعلاج للصدمات فورية ومستمرة مخصصة حصراً للكوادر الصحية، لمساعدتهم على تجاوز الإجهاد الحاد والصدمات المعقدة (Complex Trauma) والعودة لتقديم الخدمة بكفاءة.

– توفير برامج تدريب مهني مكثفة وعاجلة داخل وخارج القطاع لتعزيز المهارات الجراحية وإدارة الإصابات الجماعية، واستقطاب فرق متطوعين وخبرت دولية لسد النقص المهول في التخصصات الحيوية.

– العمل على إعادة بناء المرافق الصحية المدمرة وتجهيزها بأحدث المعدات والأدوية والمستهلكات الطبية بشكل مستدام، والضغط لضمان تدفق هذه الموارد دون قيود.

– مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لضمان الحماية الكاملة للمؤسسات الصحية والكوادر الطبية وعدم تكرار استهدافهم، واعتبار أي اعتداء عليهم جريمة حرب واضحة تستدعي المحاسبة الدولية الفورية.

أخيرا: تدعو النقابة جميع المنظمات الدولية كمنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للخدمات العامة ومنظمة الصحة العالمية والنقابات الاتحادات العالمية والعربية للوقوف بجانب الكوادر الصحية والضغط على الحكومات لتنفيذ هذه المطالب كجزء لا يتجزأ من أي خطة للتعافي وإعادة الإعمار، وتعتبر النقابة إنّ صمود الكوادر الصحية كان مفتاح صمود غزة، وإن توفير بيئة عمل آمنة، وضمان حقوقهم، هو استثمار في مستقبل القطاع الصحي كله، وهو أقل ما يمكن تقديمه لمن ضحوا بأرواحهم وأسرهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين.

اقرأ أيضا