رام الله – قدم “شاهر سعد” أمين عام الاتحاد نقابات عمال فلسطين، ورئيس الاتحاد العربي للنقابات، تهاني جماهير الشغيلة والعمال الفلسطينيين والعرب، للقائد “كريم يونس” ولأسرته الصغيرة، ولأسرته الكبيرة على امتداد الوطن الفلسطيني والمنافي والشتات.
حيث قال: “إن عمال وعاملات فلسطين وجمهور الشغيلة والعمال في كافة أرجاء الوطن العربي، يقدمون اليوم أجمل تهانيهم الأخوية الصادقة المفعمة بالفرح والسرور، لكريم يونس بمناسبة تحرره من أسر دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعودته سالماً مرفوع الرأس إلى بيته وعرينه”.
بعد أن أمضى 40 عاماً كاملات في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، فقد خلالها أعز الناس على قلبه (والده ووالدته)، دون أن يتمكن من إلقاء نظرة الوداع عليهما، وهما اللذان لم يتأخرا مرة واحدة عن زيارته في أسره؛ ما حول أم كريم يونس إلى أسطورة حقيقة من أساطير الصبر الفلسطيني.
وبهذه المناسبة، نرفع إلى أسرانا وأسيراتنا كافة، أجمل وأصدق آيات الاحترام والتقدير، وهم يستعدون للتصدي لموجة جديدة من موجات الاستهداف الإسرائيلي لصمودهم وثباتهم في وطنهم، ما حول الأسرى طيلة السنين الخالية؛ إلى منتج وصانع وباعث للأمل، ولم يتحولوا إلى عبء على شعبهم ولم يتراجعوا عن مسيرتهم، ولم يندموا على ما قاموا به، مثلما أراد عدوهم لهم.
لهذا حاولت حكومة المستوطنيين والعنصرين الإسرائيليين صباح هذا اليوم، اغتيال فرحة كريم بتحرره، فاطلقت سراحه في موعد غير المتوقع والمعد له من قبل جماهير شعبنا، لكن طاش سهمهم وخاب فألهم كما كل مرة، لأن جماهير شعبنا بدأت بالترحاب ببطلها من حيث وجدوه ليتنقل الاحتفاء به من موقع إلى موقع، فجال غالبية منطقة المثلث المحتل، وحيثما مر وجد محبيه ومستقبليه بالانتظار، فتحول الفرح بعودة البطل إلى أفراح، والاستقبال إلى أكثر من استقبال.
فأهلاً وسهلاً بك بين أهلك وربعك، بعد أن كسرت كل أطواق المستحيل من حولك، وانتزعت حريتك، وها أنت تمشي بيننا كأنك لم تغب. فأهلاً وسهلاً بك، بين إخوتك وأخواتك، وأبناؤك وبناتك، بعد طول انتظار، فصحيح إنك أطلت البعاد والغياب؛ لكنه لم يفتك الكثير، ففلسطين على حالها ما زالت محتلة وتنزف دماً ومعاناة، تحت وطأة حراب الغزاة.
لكنك تعود اليوم عودة الفاتحين، فكيف لا وأنت عائد حياً من مدافن الأحياء، مرفوع الرأس وعالي الجبين، لأن المحتل لم يسره هذا المشهد وكان يتمنى لك نقيضه، وحاول مضاعفة خسارتك الشخصية لكنه لم يفلح.
فاهلاً وسهلاً بعودتك الميمونة والمظفرة، بعد أربعين عاماً أمضيتها في غياهب معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، هذه العودة البهيجة والمترعة بالفرح، لم ترق لمحتلي وطني ومغتصبي دياري، لأنهم كانوا يودون دفنك في مقابر الأرقام، لا أن تبعث حياً بعد أربعين عاماً من الدفن في المعازل الباردة والزنازين المعتمة.
لهذا فإن عودتك حياً هي حقاً أجمل انتصار، وأكبر تجسيد لمعاني ودلالات الصمود، فطوبى للمجد وهو ينحني أمامك، ويقبل الأرض التي تطأها في هذه اللحظات، طوبي للأسرى والمعاندين ولكل من قال لا ورفض الاحتلال بكل صوره وأشكاله حتى الرمق الأخير.